كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن التطورات الأخيرة في قطاع غزة تشير إلى ارتفاع لافت في شعبية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك رغم الموجة الواسعة من الانتقادات التي طالتها خلال أشهر الحرب.

 

وبحسب التقرير الذي أعدّه سودارسان راغافان و سهى معايعة، فإن المزاج العام داخل القطاع شهد تحولاً واضحاً لصالح الحركة، وهو ما يضع مزيداً من التعقيدات أمام الخطة الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، والتي تعتمد على نزع سلاح حماس وإبعادها عن المشهد السياسي في غزة، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي ودخول قوة أمنية دولية لتولي إدارة الأمن.

 

ويرى الكاتبان أن صعود التأييد الشعبي لحماس في هذه المرحلة يجعل تطبيق تلك الخطة أكثر صعوبة، باعتبار أن الحركة باتت، وفق مؤشرات عديدة، أكثر حضوراً وتماسكاً في الوجدان الشعبي مما كانت عليه قبل الحرب.

 

فمع بدء الهدنة وتراجع القوات الإسرائيلية، يشير الكاتبان إلى أن حماس أعادت نشر عناصرها في الشوارع بصفة شرطة وأمن داخلي، مستهدفة المجرمين واللصوص بعد فترة من الفوضى والانفلات.

 

القدرة على فرض النظام

 

ورأى كثير من سكان غزة، حتى من معارضي الحركة، في ذلك استعادة للقدرة على فرض النظام بعد أشهر من السرقات والنهب وتصاعد نفوذ العصابات.

 

ونسب التقرير إلى الأمم المتحدة تأكيدها أن نسبة المساعدات التي كانت تُنهب أو تُصادر انخفضت من أكثر من 80% قبل الهدنة إلى نحو 5% فقط خلال الشهر الأخير.

 

هذا الاستقرار النسبي، يقول الكاتبان، سمح لحماس بإعادة ترميم صورتها. ووفق استطلاع حديث للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، عبّر 51% من سكان غزة عن تقييم إيجابي لأداء الحركة خلال الحرب، مقارنة بـ43% في مايو.

 

يفضلون بقاء حماس مسلحة

 

وذكر الكاتبان أن التأييد الانتخابي المفترض لحركة حماس ارتفع إلى 41%، وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2023، رغم أن استطلاعات الرأي في غزة تبقى صعبة بسبب الدمار الواسع.

 

وقالا إن الخوف من الفوضى والرغبة في الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية تظل دوافع حاسمة لغالبية سكان قطاع غزة لتفضيل بقاء حماس مسلحة في المرحلة الراهنة. فقد أظهر الاستطلاع أن 55% من السكان يعارضون نزع سلاح الحركة، كما يرفض 52% دخول قوة دولية لنزع سلاحها.

 

غياب سلطة بديلة

 

ونسب التقرير إلى محللين القول إن هذا الميل يعكس خشية السكان من غياب سلطة بديلة قادرة على فرض الأمن، في ظل انتشار مجموعات مسلحة متعددة خلال الحرب.

 

وعلى الأرض، تسيطر حماس حاليا على نحو 47% من القطاع غرب "الخط الأصفر"، بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة على بقية المناطق.

 

ومع أن خطة ترامب نجحت في وقف معظم القتال، فإنها سمحت أيضا للحركة بتعزيز نفوذها في المناطق الخاضعة لها، وسط غياب أي بديل فلسطيني قادر على تولي المسؤولية.

 

ويرى خبراء إسرائيليون وفلسطينيون، بحسب التقرير، أن حماس ستظل تحظى بتأييد إلى أن يظهر كيان سياسي أو أمني آخر قادر على حفظ النظام.